تشرين الأول- أكتوبر2008
الطعام يؤثر على الكائنات الحية: هل تشبه الخروف أم تشبه الفهد؟

كانون الأول- ديسمبر 2008
الأم المرضع تنقل أمراضها إلى أطفالها
المزيد من المعلومات

شباط - فبراير 2010

تصنيف النباتات حسب الفوائد الطبية
المزيد من المعلومات

 

شباط - فبراير 2008

التصنيف العلمي لمرضى التوحد

المزيد من المعلومات

 

Ruslan Alali info@med-syria.com

الطعام يؤثر على الكائنات الحية: هل تشبه الخروف أم تشبه الفهد؟

فهد
 في ظل الدعوات الطبية من كل مكان بتناول الألياف النباتية وترك أكل اللحم والدهون، فإننا عندما نتوقف للحظة وننظر مدى تطور الصحة العامة نتيجة لذلك فإننا نصاب بخيبة أمل كبيرة. فمن لا يتبع هذا النظام الغذائي يصاب بالسمنة وباضطرابات الهضم، لكن من يتبعه فإنه يعاني من المشاكل أيضاً !!!

 يتأثر الإنسان بما يأكله، وكلنا نعرف هذه الحقيقة. لكننا لا ندرك مدى عمق هذا التأثر. نستطيع معرفة مدى تأثير الغذاء على الإنسان بمقارنة مدى تأثير نوعية الغذاء على الكائنات الحية الأخرى. فهناك نوعان من الكائنات الحية: آكلات النباتات وآكلات اللحوم.

من المعروف أن آكلات النباتات هي كائنات مسالمة بشكل عام، ومن أمثلتها الخروف والبقرة. حيث نشاهد فيها نوعاً من عدم الرشاقة إذا ما قارناها بآكلات اللحوم (اللاحمات) مثل النمور والفهود والصقور.
تبدو آكلات النباتات كائنات وديعة و"خاملة" الملامح، نشاهد عندها فكاً عريضاً لطحن الأعشاب، وهيئة تتمحور حول البطن، فنرى البطن المنتفخ والجذع العريض في البقر والخرفان، كما أن روث آكلات النباتات غير مهضوم جيداً ويحتوي داخله على بقايا نباتات. بينما نجد هيئة عدوانية ورشاقة وعضلات مشدودة في اللاحمات.
 يعود ذلك بشكل أساسي إلى اختلاف بنية عمل الجسم بين النوعين وطريقة تعامل الكائن مع الغذاء. ففي حين أن آكلات النباتات تضطر إلى التعامل مع المواد الخام وتحويلها إلى مواد تستفيد منها (على الأخص الحموض الأمينية)، فإن اللاحمات لا تضيع كثيراً من الطاقة والوقت في صنع هذه المواد بل تأخذها جاهزة من الحيوانات الأخرى، وبالتالي تستطيع الاستفادة من الطاقة المتوفرة في عمليات أخرى، عادة ما تكون هذه العمليات هي عمليات الدماغ.
نجد فرقاً كبيراً بين قطعان البقر المتوحش أو الغزلان وبين قطعان الذئاب والأسود التي تصطادها، حيث تعمد الأولى إلى الهرب كجماعة، في حين أن المفترس يراقب أولاً ثم يتوزع المهام بين أعضائه ويقيم الأفخاخ ويقتسم الصيد، وهذا كله يحتاج على تفكير (ولو كان محدوداً).

إن الفرق كبير بين من يأكل اللحم ومن يعيش على النباتات في عالم الحيوان، ففي الفصيلة الواحدة نجد أن الدب الأسمر أو الأسود الذي يعيش من أكل سمك السلمون أو اصطياد الحيوانات الصغيرة يختلف تماماً عن دب الباندا أو دب الكولا من ناحية حيوية الحركة والعدوانية. كما تختلف الثدييات المائية حسب التغذية، فالحوت العادي (الحوت الأزرق الكبير) والذي يعيش على الطحالب الخضراء (البلانكتوم)، يختلف تماماً عن الحوت القاتل أو الدلفين من ناحية النشاط ومن ناحية الذكاء رغم فرق الحجم.

لقد استعمل مربو المواشي في أمريكا وأوروبا تقنيات لتسريع نمو البقر والخراف بإطعامهم مواد حيوانية (مسحوق عظام وبقايا أمعاء). لقد زادت سرعة نمو الحيوانات كثيراً وزادت الكتلة العضلية عندها.

إن الإنسان يتأثر بطعامه أيضاً، فالأشخاص الذين يعيشون على النباتات يهمد نشاطهم وتتغير بنيتهم العامة وينقص ذكائهم، لأن الجسم يضيع كثيراً من طاقته في إنتاج مواد حيوانية من النباتات. بينما نلاحظ اختلاف حيوية الإنسان عند تناوله اللحوم، ويعرف كل متزوج معنى تناول الكباب أو السمك أو المحار أو الكابوريا (السرطان) ومدى تأثيره على النشاط الجنسي.
من المعروف أن الإنسان قادر على تناول النباتات واللحوم معاً، ولكنه لا يستطيع هضم الأوراق الخضراء، وهي تخرج كما دخلت. لذا لا يمكن القول بأنه قادر على تناول الألياف النباتية إذا لم يستفد منها، كما لا يمكن القول بأنه يستطيع تناول قطع البلاستيك !!

نحن ندعو إلى تغيير نمط الغذاء بحيث يساعد الإنسان على أداء وظائفه، بحيث يكون الإنسان قادراً على الاستفادة إلى أقصى حد من الطعام، ولا نشجع على تناول النباتات إلا للعدوانيين لتنقص عدائيتهم. من هنا قدمنا نظاماً غذائياً يغطي احتياجات الإنسان ويساعده على تحسين وظائفه، وهو بشكل عام يلغي تناول الأوراق الخضراء والمعجنات والملح وزيوت القلي ويشجع على تناول الحليب واللحم المطبوخ والفواكه والبطاطا المسلوقة. هذا الغذاء قادر على حل العديد من المشاكل التي تواجه الإنسان المعاصر، وهو قادر على تخليصه من كثير من المشاكل الصحية التي يواجهها.

 

مواضيع لها علاقة:
حمية غذائية  لتنظيف الجسم من السموم

 

حقوق النشر محفوظة © 2007-2009
أخبار الطب والصحة