استخدام ألعاب الحاسوب في معالجة فصام الشخصية

ألعاب فيديو لعلاج الشيزوفرينياصرّح مجموعة من العلماء أنهم وجدوا أدلةً على أن الحالات المرضية المترافقة مع سماع أصوات أو اختبار هلوسات مثل أمراض الشيزوفرينيا (الفصام) يمكن أن تستفيد من ممارسة المرضى لألعاب الحاسوب المخصصة.

 
وتقول رئيسة فريق البحث الدكتورة صوفيا فينوكرادوف من جامعة كاليفورنيا أن الأدوية المستخدمة حالياً لمعالجة الشيزوفرينيا تفيد في تخفيف الأعراض، ولكنها لا تفيد في علاج عيوب التفكير والتي تشكل جزءاً أساسياً وهاماً من القصور المرافق للمرض.
ويحول الباحثون الآن معرفة مدى تأثير العلاج الفكري المعتمد على الحاسوب في تدريب الدماغ لمعالجة الشيزوفرينيا.
وتعود فكرة هذا البحث بعد عقود من الدراسة، حيث وجد العلماء أن مرضى الشيزوفرينيا يعانون من حالة قولبة عصبية تحد من مرونة قدرة التفكير في الدماغ. وأن محدودية المسارات العصبية يمكن تحسينها عن طريق إجراء وظائف وتمارين معينة، وهذا يعني أن تمارين دماغ مرضى الفصام والذين يعانون من مشاكل الذاكرة والانتباه والمنطق قد تتحسن بسبب هذا البرنامج.
بعد دراسة فريق العلماء لحفنةٍ من برامج التدريب على الحاسوب على مدى عدة سنوات، وجدوا أن أفضل العلاجات التي يمكن أن تطبق لمرضى الشيزوفرينيا هو تدريب لمدة 50 ساعة على مدى 10 أسابيع، حيث أظهر هذا البرنامج تحسناً كبيراً في المرضى الذين اتبعوه مقارنةً بالذين لم يتبعوه. علماً أن كثافة هذا البرنامج العلاجي قد تختلف مستقبلاً حسب مدة حالة المرضى، لكن النتائج الحالية تقول أن التدريب الأكثر يعني فائدةً أكبر.
قام الباحثون في إحدى الخطوات بمقارنة نتائج المرضى الذين يلعبون ألعاباً حاسوبية غير مصممة لمعالجة حالتهم المرضية، ووجدوا أن المرضى لا يحصلون على نفس مستوى التحسن عند المقارنة بالألعاب الحاسوبية المصممة لعلاج المرض.
ثم قام الباحثون بإجراء تجربة أوسع باستخدام أجهزة طبية تم الموافقة عليها من قِبل وكالة الغذاء والدواء الأمريكية.
وتقول الشركة المصنعة للبرنامج الحاسوبي الذي يدرب دماغ المرضى أن العلاج باستخدام الحاسوب يوفر فرصة لتداول المرضى في البيت أو في العيادات الطبية. والشركة حالياً تؤمن هذا البرنامج التدريبي إلى فِرق الباحثين مثل فريق الباحثين في جامعة كاليفورنيا، والشركة تتوقع أن لهذه الطريقة الجديدة أفقٌ وتطبيقاتٌ واسعة غير محدودة بعلاج مرضى الشيزوفرينيا فقط.
وتضيف الشركة بأن تعقيدات التغيرات التي تحدث في الدماغ نتيجة لتمرينه تؤدي إلى الشفاء لأن الدماغ يعمل على تصحيح نفسه بنفسه، وهذه الطريقة طبيعية إن أمكن وصفها بذلك لأنها لا تعتمد أي مواد كيميائية.
يقول الأطباء النفسيون بأن العلاج الذي اعتمدته هذه المجموعة معتمدٌ بشكلٍ كبيرٍ على مرونة الدماغ وقدرته على إعادة إصلاح نفسه بتوفير مساراتٍ عصبيةٍ جديدةٍ بدل المسارات العصبية السيئة الموجودة حالياً في دماغ المرضى، وإعادة تشكيل هذه المسارات يحدث نتيجة الاستجابة للبرامج الحاسوبية المصممة خصيصاً لهذا.
تعتبر تقنية العلاج بالحاسوب نوعاً جديداً من العلاجات والتي يتوقع أن تنتشر لتشمل مختلف أشكال الأمراض العصبية مثل مرض التوحد أو حتى الاكتئاب والتوتر.