دراسة: قلّة النوم تسبب البدانة

تصنيف أولي: 

قلة النوم تسبب البدانة(إيفارمانيوز) - أن تحرم جسدك من النوم الكافي يعني أن تحرم "قوامك" من "الرشاقة" أيضاً، فالنوم الجيد ليس أقلّ أهمية من الحمية الصارمة والتمرينات الرياضية بالنسبة لمقاس خصرك، أو هذا على الأقل ما أكّده باحثو مركز مايو كلينيك اليوم.

وتجمع معظم التوصيات الصادرة عن المراكز والجمعيات المتخصّصة أن فترة النوم "الطبيعية" للبالغين يجب تتراوح ما بين 7.5 إلى 9 ساعات في الليلة الواحدة وهو ما لا يناله إلا وافر الحظ هذه الأيام، لكن وفي الوقت نفسه تؤكد ذات المراكز أن الأمر نسبي ويتعلق بكل شخص على حدى، فبالنسبة لبعض الأشخاص ست ساعات من النوم فقط كفيلةٌ بإعادة نشاطهم وحيوتهم إلى أقصى درجاتها، فيما ينام آخرون لثمان ساعات يومياً ومع ذلك يشعرون بالنعاس والخمول طوال النهار.

التجارب التي استمرت لثماني ليالٍ تناولت عدداً من الأشخاص ينعمون بصحة جيدة وتم تقسيمهم إلى مجموعتين؛ النصف الأول من المشاركين كان ينام بشكل طبيعي ولمدة كافية، فيما نام النصف الآخر في تلك الأيام لمدة تقلّ عن أقرانهم بثلث الوقت، علماً أن جميع من شاركوا في الدراسة تم السماح لهم بتناول ما يشاؤون من الطعام.

لاحظ الباحثون أن أفراد المجموعة التي لم تنم بشكل كافٍ خلال فترة الدراسة (نامت لفترة أقلّ بما مقداره ساعة و20 دقيقة مقارنة مع المجموعة الأخرى) قد تناولوا أكثر من 500 سعرة حرارية إضافية كل يوم، الأمر الذي يجعل الحرمان من النوم عاملاً مؤهباً للبدانة على المدى الطويل.
وقد أشار الباحثون ضمن دراستهم - التي شارك بإعدادها المعهد القومي للصحة ومركز مينيسوتا للبدانة - أن كلتا المجموعتين قد استهلك أفرادهما كمية متساوية من الطاقة خلال نشاطاتهم اليومية، وهذا ينفي مزاعم البعض حول أن المجموعة التي نامت أقلّ من الطبيعي أن تحرق سعرات إضافية كونها أفاقت لمدة أطول خلال اليوم.

وفي التفسير المحتمل لتلك الظاهرة يقول الدكتور فايرند سومرز مؤلف الدراسة: "لقد قمنا بالتحقّق فيما إذا كان نقص النوم يؤثر على مستويات بعض الهرمونات كالليبتين والغريلين"، ومن المعروف أن لتلك الهرمونات دوراً كبيراً في التحكم بشهية الإنسان للطعام، وعلى الرغم من أن مستويات كلٍ من الليبتين والغريلين قد سجّلا ارتفاعاً ملحوظاً لدى المحرومين من النوم، إلا أن الباحثين لم يستطيعوا أن يتأكدوا فيما إذا كان ذلك الارتفاع هو ما يسبب زيادة الوزن أم العكس.
فيما ذهب باحثون آخرون - لم يكونوا جزءاً من الدراسة - إلى تفسير مغاير، إذ يقولون: "لربما يمتلك البشر منذ الأزل ميزة تجعل أجسادهم تخزّن الدهون خلال الصيف - وهو الفصل ذو الليالي القصيرة والطعام الوفير - وذلك للتحضّر لليالي الشتاء الطويلة والقاسية، وكنتيجة لذلك يكون النوم القليل بمثابة محرّضٍ للجسم ليزيد شهيته ويكتنز الدهون".

ومن الجدير بالذكر أن دراسة مشابهة كانت قد أجرتها جامعة كولومبيا منذ عدة سنوات خلصت إلى أن الأشخاص الذين ينامون لخمس ساعات خلال الليل يكونون أكثر ميلاً بما نسبته 73% لكي يصبحوا بدينين وذلك مقارنة مع أولئك الذين امتدت ساعات نومهم من سبع إلى تسع ساعات.

"النوم" قد يكون المفتاح لحل مشكلة البدانة، لكن وعلى الرغم من أهمية تلك النتيجة، إلا أن الباحثين يقرّون بصغر حجم دراستهم التي أجريت ضمن وحدة التجارب في المشفى، ويشدّدون على أن الدراسات اللاحقة حول الموضوع يجب أن تُجرى ضمن منازل المشتركين مما سيؤكد (أو ينفي) النتائج التي توصلوا إليها في هذه الدراسة.