قارئة الكف .. قارئة الفنجان: انتشار هذه الظاهرة أكبر من المتوقع

قراءة الكف والتبصير

في زمن تعددت فيه كل أشكال المعيشة وتعددت أساليبه، وكل منا بات يقتنع بشيء يمكن ألا يقتنع به الآخر . وفي قراءتنا لهذا العدد لن نتحدث عن قراءة عادية كما هو معروف عن القراءة، بل نود أن نتكلم عن قراءة في الغيب، قراءة الكف وقراءة الفنجان وقراءة الطالع.. إلخ.

وهذه القراءات غالبا ما تجد البعض من شبابنا من هذا الجيل أو حتى ممن سبقهيتتبعون أخبارهم المستقبلية من خلال كفهم أو حتى اسمهم ومواليدهم أو حتى فناجينهم  .....
ولكن متى كانت القهوة أو حتى أسامينا وأكفنا مقياساً أو مخططاً مستقبلياً لحياتنا.
وبالنسبة لقراءة الطالع  من الاسم وهذا شيء يعتمده البعض في حياتهم ولا يقدمون على أي حركة في حياتهم دون سؤال إحداهن ممن يتمتعون بقدرة خارقة على قراءة الأسماء ؟؟
 ويذكرني كلام السيدة فيروز (أسامينا شو تعبو أهالينا تلقوها و شو افتكروا فينا). الأسماء وبالنهاية كلام كما قالت السيدة فيروز.
أما عن قراءة الأكف وهو ما دفعني لأكتب هذا المقال، وكوني من فئة الشباب فإن تركيزي أكثر ما يكون عليهم، فهم دائما مميزون بأفكارهم فقد كان لهم آراء أغنت مقالتي بشكل أو بآخر.
فقد كان لإحدى الصبايا في كلية الآداب رأي في أن قراءة الكف تعتمد على خطوط اليد فهناك خطوط لعدد الأولاد وخطوط للعمر وخطوط لسرعة سير الحياة اليومية وطولها ...
ولكن كان رد إحداهن من كلية الصيدلة أن لكل انسان بصمته وخطوط يده الفريدة والمختلفة عن الآخر فلذلك كل هذا الكلام غير واقعي ومجرد كلامللتفاؤل.
رامي... وهو طالب في كلية الطب البشري سنة 6 قرأ كفه ذات مرة وعند سؤالي له إن كانت من اللواتي يطلبن( تبييض الفال ) قبل الإتيان بأي حركة أجاب بأنها زميلة في الجامعة وهي من رومانيا فقد أكد لي أن كلامها كله صحيح ووقع فعلاً..
وعند سؤالي له عن بعض الحوادث التي وقعت فعلا فأجابني بأنها أخبرته بأنه سيحب فتاة يبدأ اسمها بحرف اللام وما زاد من صدمتي أن تلك الحبيبة كانت بجانبه واسمها يبدأ بحرف اللام (لجين) أما الأخيرة فلا تؤمن بتلك القراءات فهي وبعكس رامي ...مع تأكيد رامي على أنه لم يكن على معرفة سابقة بتلك القارئة .
وفي عودة لإحدى الفتيات اللواتي على دراية بتلك الأمور فأخبرتني بأن الخطوط في جانب كف اليد اليسرى الخطوط الكبيرة (للبنات) والصغيرة( للصبيان ) أما الخطوط الملتصقة في باطن اليد فسيكون مصيرك في الزواج مع أحدى فتيات العائلة فكان رد رزان من كلية الآداب عليها قاسياً بأن هذا الكلام كله فارغ مع تأكيدها عن وجود حالات كثيرة حدثت معها مع تحفظها على ذكرها ولكنها سرعان ما ناقضت نفسها عند ذكرها لي عن الخيط مع الخاتم الذي تجعله بعضهن يدور فوق يد العروس الجديدة لمعرفة عدد أولادها مع ذكر جنسهم فلو دار الخاتم فوق اليد لكان المولود انثى أما إن اهتز طولاٌ فإنهذكر...
وهي من القصص التي حدثت مع والدتها وكان عدد الأولاد وأجناسهم  بل وترتيبهم مثل ما قال الخاتم !!!!!
أما ولاء من طالبات كلية الآداب قرأت كفها في  نزهة مع أهلها فأخبرتها قارئة الكف بأنها ستدخل كلية الطب فقالت لي مع ابتسامة عريضة ها أنا أدرس في كلية الآداب ولم أدخل الطب من الفرع الأدبي ؟؟؟
وتذكرَت بعض الفتيات إحدى (البصارات) التي كانت تقف على مقربة من باب الجامعة وتبحث عن إحدى الباحثات عن أمل لتتعلق به في الحياة وعندما تقع الفريسة بالطعم يكون الآتي ( بيضي الفال وطبعاً هي رح تبيض بشي 50 ليرة وبتقعد البصارة وبتكش على البنت شي كان وشي بدو يكون وبالنهاية بدها تبيض الفال مرة تانية مو لأنه انبسطت كتير بكلامها لا لأنو ريحة الست البصارة كتير بتموتوهي كتير متمسكة بكف هالبنت اللي سموها الصبايا راويات القصة بالفريسة اللي وقعت بالمصيدة ). واعذروني هنا لكتابتي باللهجة العامية.
أما إحداهن وكانت من اللواتي أكدن لي على وجود تلك القراءة عن طريق روحانية من نوع ما ولم أتطرق إلى كامل الرواية كي لا أخرج إلى موضوع أعمق ويتطلب بحث أكثر وأكثر....
أما آلاء وهي من المتطلعات على هذا الموضوع عن قرب في كون والدتها ممن كن يتعقبن قارئات الأكف والفناجين والبصارات والسبب وراء ذلك هو التفاهم بين أمها وأبوها الذي وبالتالي بعد ما أدخلت أمها كل أنواع القراءات إلى بيتها ازداد عدواناً أكثر مما كان عليه فأكدت لي (آلاء) بأن كل هذا الكلام فارغ وأن الله إذا أراد لنا شيئاً لكان ولحدث فللإيمان بالقضاء والقدر دور كبير في ازدياد قناعة الإنسان وازدياد وعيه.
كانت تلك بعض  الآراء التي أطلعنا عليها بعض الشباب الذي عودنا على الإدلاء برأيه مع تميزه به...
وأما لقراءة الفنجان فـ لشاعر دمشق والياسمين نزار قباني رأيه في (قارئة الفنجان) حيث يقول:
جَلَسَت والخوفُ بعينيها

 

تتأمَّلُ فنجاني المقلوب
قالت يا ولدي.. لاتَحزَن
فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب
يا ولدي..
الحب عليك هو المكتوب....

ونحن بدورنا نتمنى أن يكون الحب على الجميع هو المكتوب.
 

مكتب دمشق : محمد حاتم غنيم